هند صبري تغادر رام الله لكن قبل ذلك تلنقي الصحافيين لتتحدث عن أخر أعمالها والتطورات في المجال السينمائيفي لقاء لها مع الصحافة تحدثت الفنانة التونسية هند صبري خلال مؤتمر صحفي عقده مسرح وسينماتك القصبة على هامش مشاركتها في مهرجان القصبة الدولي الرابع وجاء هذا المؤتمر قبيل مغادرتها الاراضي الفلسطينية متجهة الى مصر.
وتطرقت صبري، التي انهت زيارتها امس، زيارة حافلة الى فلسطين ضمن فعاليات مهرجان القصبة السينمائي عن أدوارها الـمتميزة في أفلامها الثلاثة الأخيرة عمارة يعقوبيان، والجزيرة، وإبراهيم الأبيض، والتي شكل بعضها علامات فارقة في تاريخ السينما الـمصرية، على حد تعبيرها، متفقة بذلك مع آراء العديد من النقاد في مصر والوطن العربي.
وتضيف صبري: قدمت بعض التنازلات في سبيل الانتشار، ساهمت في خروج أفلام لي دون الـمستوى، لكني الآن بدأت أشارك في صنع قواعد اللعبة بعد أن حققت الانتشار، ففيلـم "جنينة الأسماك" للـمخرج الـمتميز يسري نصر الله، وحسب العديد من النقاد، حقق جماهيرية جيدة لأنني شاركت فيه ... بات اسم هند صبري منتشراً، والحمد لله، والآن أدرك ذلك، وأعتقد أنني لن أقدم تنازلات من الآن فصاعداً.
وحول دورها في فيلـم "عمارة يعقوبيان" قالت: الفيلـم هذا ليس نقلة في مسيرتي الفنية فحسب، بل نقلة نوعية في تاريخ السينما الـمصرية ككل. لكن ما فعله "عمارة يعقوبيان" كسر الحاجز بين ما يسمى بأفلام الـمهرجانات وما يسمى بالأفلام التجارية، فحقق 30 مليون جنيه، ولربما لا يزال الرقم الأكبر في تاريخ السينما الـمصرية. لـم يحدث منذ أكثر من عشرين عاماً أن حصد فيلـم عميق كـ"عمارة يعقوبيان" هذه الإيرادات، وحقق هذه الجماهيرية. وكذلك ساهم الفيلـم ذاته في تحقيق نوع من الـمصالحة بين السينما والأدب، وهذا أمر في غاية الأهمية، خاصة أن روائع السينما الـمصرية مصدرها أعمال أدبية، وأعتقد أن هذا ينطبق على السينما العالـمية.
وعن فيلـم "الجزيرة" تقول: صحيح أن الفيلـم يبدو تجارياً، لكنه بالواقع فيلـم عميق استطاع تحقيق الـمعادلة الصعبة، بأن حصد جماهيرية واسعة بإيرادات وصلت إلى 25 مليون جنيه ... أحمد السقا بطل الفيلـم، وأفلامه جماهيرية في العادة لأن الناس تحبه، وهو فنان مجتهد "يشتغل على نفسه كثيرا"، لكنه في الجزيرة قدم فيلـماً مختلفاً عما قدمه في السابق، وهو فيلـم عميق ومهم في تاريخ السينما الـمصرية، يعالج مشاكل الصعيد الـمنسي بالـمجمل في السينما الـمصرية. أحببت هذا الفيلـم لأن فيه شيئاً من رائحة الفيلـم العالـمي "الأب الجيد" ولكن بنكهة عربية.
واكملت حديثها عن فلمها الاخير "إبراهيم الأبيض" فتقول عنه: هو أيضاً فيلـم في غاية الأهمية، ويتحدث عن مشاكل حقيقية فيما يمكن تسميته العالـم السفلي في القاهرة، من بطولة أحمد السقا أيضاً، وإخراج مروان حامد، الذي أحمل وإياه ذات الـ"دي.أن إيه" السينمائي، لكنه للأسف لـم يحقق نجاح عمارة يعقوبيان، ربما لأنه فيلـم "عنيف جداً"، ونحن في العالـم العربي لسنا متعودين إلى هذا الكم من العنف، لكنه أعاد السينما الـمصرية إلى مسارها الصحيح، وسيساهم في تصحيح ذوق شعوب بأكملها، فهو ألغى الحدود الفاصلة بين الفيلـم الجديد والفيلـم التجاري، بالتالي يمكن أن يكون الفيلـم جيدا ويحقق الأرباح أيضاً.
واختتمت صبري حديثها للصحفين خلال كشفها عن فيلـمها الجديد "أسماء" مع الـمخرج الشاب عمرو سلامة،وقالت الفيلـم سيتحدث عن "تابو" كبير في العالـم العربي بأكمله وليس مصر وحدها ويتطرق إلى العديد من الـمواضيع الـمسكوت عنها، والتي يعتبرها كثيرون مواضيع "محرمة" لكني لا أستطيع الحديث بتفاصيل أكثر من هذه الآن. واضافت سنبدأ بالتصوير قريباً. وأتوقع أن يثير الفيلـم جدلاً كبيراً عند عرضه.